Monday, January 05, 2009

يوميات١

يوميات ١


ما اكتب هنا هو من عالم الخيال، عالم بعيد عن الواقع.. من يوميات شخصية خيالية. سأحاول أن استمر وأزيد على ما كتبت مع مرور الأيام، ولن يكون هناك تسلسل زمني للأحداث، وربما لا تكون هناك احداث أصلاً.. فاليوميات (لن تكون كل يوم) ستكون أقرب الى مشاهد عشوائية تمر فيها هذه الشخصية الوهمية.

يوميات ــــــــــ .. (اكمل الفراغ) من لديه اقتراح بمسمى فليتفضل




بداية اليوميات
-١-

لا ادري لماذا، حين أهُم بالكتابة تتحول ملامح وجهي الى ملامح انسان شرير.. على عكس ملامح وجهي في حالة القراءة ..

فعندما اقرأ رواية مثلاً اشتهي كتابة واحدة، شهوة هي، حالة مؤقتة من السخونة الجسدية تصيبني، يصاحبها توقد أمل لا يطول...
ولا أدري، أيضاً، لماذا لا أكتب إلا عن الأشياء القبيحة والسيئة التي تحصل لي.. التي تؤذيني حقيقة..
اذا اردت وصف شيء شائن فاني افعله بكل اقتدار، أستطيع أن اصف القبح بشكل رائع وجارح الى اقصى حد !


-٢-

وين صرت؟
وين تشتغل؟

هذا سؤال فيه كثير من الفضول الغير محمود... سؤال وقح!
لا أحب أن أسأل أي سؤال على الإطلاق! "أين انت؟" "كيف حالك؟" "كيف الأهل؟"... لأني لا أحب الأجوبة بأي شكل من الأشكال. ولأن صدري مليء بالكلام حقيقة. ويسهل على الاسهاب في أي جواب والدخول في ما هو غير مهم للسائل، الذي -أو التي (وهن أكثر)- لا يهتم أساساً بالسؤال ولا بالمسؤول، فأنه -السائل- يفعل ذلك بدافع الغريزة البهيمية الاجتماعية، هيستيريا فراغ اللحظات من محتواها.. فيخرج السؤال كصاحبه... يأتي ثم يرحل كأنه لم يكن.


-٣-

في تجمع عائلي، أوقفتني في الصالة وقالت:

-وينك الحين؟
وهي تدقق في الجزء الأعلى من خام دشداشتي الشتوية.

-أنا حالياً بمكتبي الخاص، أعمل عمل خاص..

-أي نوع؟ عمل خاص، كيف؟

- شغل خاص... اعمال حرة.

- ماذا يعني؟ تبيعون؟ تشترون؟

-نعم، نبيع ونشتري.. وهكذا

-ماذا تبيعون وتشترون؟

قلت بصوت خافت
-بضائع..

كنت اتكلم معها كمن أجبر على رؤية خطيبته للمرة الأولى في خطبة من الخطب التقليدية الكويتية.. وهو بعد أن رآها للمرة الاولى لا يفكر الا بالهرب سريعاً وبعيداً..
نظرت اليها لدقائق ثم وردت الىّ هذه المقولة ..."كل شيء فيها ينقط" .. على عكس المثل الذي يقول "ما ينقط منها شي"... كانت امامي مخلوقة تنطق كأنها تدار بالريموت كونترول من مخلوق آخر عبثي شرير..

...

بعدها بقليل، اخذت هي نفس عميق، ثم بدأت بهجوم عشوائي آخر..

-أنا أشتغل في معهد اللغات

لا بد لي أن أعلق.. هزة رأسي مني لا تكفي
-هذا الذي يرأسه د. وليد

باغتتني:
-تحبه؟
وخرجت الكلمة من فمها دون أن تأخذ مجراها الطبيعي، فالحديث -اي حديث- يبدأ عادة كفكرة واعية في الرأس ثم تتنقل الفكرة من الرأس الى اللسان حتى تلفظ. وهي تسأل السؤال تلو الآخر بسرعة فائقة.

- ...... ـ

-يقول ان ابنه صديقك.. أحقاً؟

- لا أعرفه صراحة، التقيت به مرة واحدة.

- افـــ...أكره الذين "يتلزقون"! ما اسم ابنته؟

-ابنة من؟

- د.وليد!

-لا أعرف صراحة
(أنا أعرف تماماً ما اسمها)

-أعتقد سعاد؟ صح؟ "من ماخذه"؟
(هي تعرف كل شيء)

-لا أدري..

وبعد ثانية من الزمن قالت:
-على فكرة، ابن عم د.وليد صاحب شركة المقاولات الشهيرة افلس.. أتدري؟

-انه أعلن افلاسه، لكنه ليس بمفلس..

-لكنه في لندن!

-نعم قانونياً هو مفلس، لكن عنده من المال الكثير، لذلك هو يعيش في لندن مرتاح ... يعني لم يفلس.

وقبل ان اكمل جملتي، قالت:
-هناك بنت بيت الحطّام .. تقول أنها تعرفك وهي معك في عملك السابق... تعرفها؟

لا حول ولا قوة الا بالله.. لماذا هناك دائما شخص يجب ان اعرفه! لنفترض اني أعرفه أو أني لا أعرفه! الذي يحصل لي الآن ظلم..
-كثيرات هن

-من بيت الحطّام؟

-لا بشكل عام بنات كثيرات يعرفنني..

-عرفتها؟؟
يبدو أنها لم تستوعب الدعابة..

-من؟

-البنت !

فقلت بنبرة خالية من الحياة:
-ممكن تكون أخت عبدالله؟

-لا ادري، عبدالله ...؟ "من ماخذ"؟

-لا ادري
مرة أخرى! هي تعرف كل شيء، لكنها تستمر في مضايقة واقعي.

-فلانة تقول انها تعرفك! ما عرفتها؟!

-ممكن تكون اخت فيصل؟

-نعم نعم! فيصل، هذا هو، هو ماخذ بنت فلان، وأمه أصيلة، وهو مو أصيل...

-نعم عرفتها، هي معي في عملي السابق.

سكتت قليلاً.. ثم قالت بعد دقيقة:

-على فكرة أنا قلت ان ابن عمه أفلس لأنك ذكرت أنت د.وليد. لم اقصد شيء.. فاهم قصدي؟
قالتها بنبرة العارفة "التي لا يفوتها شيء"، ولا تدري أن كل شيء كان يفوتها، وفاتتني انا ايضاً بقربها لحظاتي..


ان الحياة قاسية جداً.


-٤-

أود أن أضيف أنني لا أحب أن يعلق أحد على مظهري وقصة شعري ولون هندامي، وحلاقتي لشعر وجهي.... أريد ان اعيش في وطن لا يرى فيه أحد شيئاً... لأن مجرد النظر ألي يؤذيني.

Saturday, January 03, 2009

4 Years


Today is my 4th 'Blog anniversary.'

3.01.05 ------------ 3.01.09

Please congratulate me :D