Friday, December 02, 2005

تحليق إليها

تحليق .. إليها


يبوِّسني الهواء من كل اتجاه
فأقف متسمراً.. مستسلماً لتذوب
النسمات الرقاق في صدري

هواء شفيف.. خفيف
-برائحة الأنوثة-
يحملني معه على بساط
من ريح الهوى
فأحلق ..


* * *

هذا وطن الحب فيه بالتقطير
والمواعيد بالتقطير
وطن.. يتحول فيه العاشقان الجميلان
برهةَ
إلى فاسقين

وهما .. يبحثان
بعيداً عن البشر\الغجر
عن وطن.. عن أمان

يختبئان خلف سعف النخل
يتسلّلان مع عصابات القطط
فوق شواطئ الحرمان

وطن.. يرى في رعشتيهما
إثماً عظيماً
وفي صمتيهما .. دوياً وعويلاً


وطن.. يتحول فيه العاشقان الساذجان
برهةً
إلى فاسقين


فبالعشق يرضيان
وبالفسق يرضيان ..-حتى بالفسق يرضيان-
فما احتيالهما في وطن
يبدو فيه المداد الأزرق لهما
قضبان


* * *


هذا الهواء لا يليق إلا بك..
ونسماته بوسات.. منّي إليك
وبساط ريح الهوى دونك
يفتلّ .. يتلاشى .. يتبعثر


فتعالي –خجلة العينين-
تعالي معي ..
سوياً .. نمطر من السماء
سكّراً منك ..ناعماً يتدفق
وسُكْراً مني .. نبيذاً يتعتّق


واسمعي مني الآن
اسمعي ما يرضي
عفاريتك الصغار:


إن كانت العيون مواسم فعينيك أواخر الشتاء
وإن كانت النساء اخوات إنّ .. فأنت لكن ..وليت ولعل
وان كان الحضور أوركسترا.. فحضورك عصا المايسترو
وإن كان الغياب جمهور .. فغيابك راعي الحفل
وإن كان الانكسار تكنولوجيا .. فانكسارك ليزر أزرق
وإن كان الطهر لون .. فطهرك الأشعة فوق البنفسجية
وان كان الغموض فكرة .. فغموضك آخر أفكار المنتحر


في زمن غابر قال بدوي جميل لعشيقته:
"انت حبيبتي" .. وبدأ بالقول..
"النجوم .. سواد العيون .. "
وصحراؤه الظمأى يؤججها
ارتفاع السماء
ولو عرف المواسم لقال.. ولو عرف الاوركسترا لاستخف
ولو عرف ما أعرف .. لو عرف
لاشتعل أجيجاً..


* * *


يبوّسنا الهواء ..
من كل اتجاه يأتي
رقيقاً معنّفاً
فنَتمنّع .. والرغبة ملءَ الهواء!

...
..
.
ونحلق ؟