أشخاص من الطفولة
من هوامش الذاكرة
دائماً ما نتذكر هؤلاء الذين أثروا في حياتنا بشكل كبير وتركوا بصماتهم، ولكننا دائماً ما نغفل عن أؤلائك الذين يسكنون هوامش الذاكرة .. وهم غالباً أشخاص من الطفولة، يأتون إلى حياتنا بهدوء ويذهبون بهدوء.
بينما كنت أقرأ صفحة المجتمع في جريدة القبس قبل أيام، رأيت صورة بنت متخرجة من الجامعة وكان اسمها مايا، مايا.. وأخذني الاسم الى هوامش الذاكرة حيث أيقظ الاسم في نفسي ذكرى بنت كنت أعرفها عندما كنت صغيراً..
مايا
مايا بنت لبنانية صغيرة، أكيد أنها كبرت الآن، لكنها ما تزال بذاكرتي بنت صغيرة، بيضاء شعرها طويل، جميلة جداً، حزينة الملامح، دائماً ما كانت تنظر إلى الأسفل، قد يخالها من يراها للوهلة الأولى بأنها لا تأبه لشيء.
كانت مايا وأخوها الكبير (أذكر بأنه كان يمصّ إبهامه رغم أنه كان في الابتدائية، فكان أهله يربطون إبهامه بالـ"تيب" ويضعون سائل مرّ حتى يقف عن تلك العادة ) يأتون إلى منزلنا مع أبويهما لزيارة أمي وأبي، وهذا كل ما أذكره..
لم أرها منذ الروضة، وأعتقد بأني اذ رأيتها اليوم لن أعرفها ولن تعرفني.. لكنها هل ستذكرني كما أذكرها؟
مايا .. مايا .. مايا! جميل الاسم
فسحبتني مايا، وصورة مايا المتخرجة في الجريدة إلى العودة بالزمن الى عهد الطفولة، وأشخاص من الطفولة:
ماجد
صديقي السوداني، كان my best friend أيام الروضة، أبوه سوداني مسلم أسمر وأمه عراقية مسيحية بيضاء، ومن هذا التناقض الجميل تشكّل ماجد. كنا نلعب مع بعض لساعات وأيام قبل فترة الغزو، لكنهم اضطروا للخروج من الكويت بعد الغزو العراقي. للأسف!
قبل الغزو كل شيء كان مختلف! كل شيء!
آخر مرّة رأيته كانت في القاهرة 1994، زارونا في شقتنا هو وأمه وأخوه وطلبنا "بيتزا هت" توصيل المنازل\الشقق، وكان راعي البيتزا يركب سيكل، والله ايام..
حمدي
رجل صعيدي طويل أسمر،كان يعمل في مصنع أحد الأقارب، لا أعلم سر تعلقه بذاكرتي حتى الآن..
ربما لأنه كان طيباً وقوياً، أو ربما لأنه فتح مرّة "بطل البيبسي" بيده من غير "فكاكة".. كان الكل يتّكل على حمدي وكأنه جزء من العائلة.. كل ما يحدث شيء، نكلّم حمدي، حتى عندما لا يحدث شيء نكلّم حمدي..
لا أعلم أين حمدي الآن، ولا أعلم أين يكون قريبنا الآن.
حمدي.. أينما تكون وأينما يكون قريبنا، والمصنع وفقكم الله..
أنس
رأيته مرتان أو ثلاث بحياتي، لكنه كان أعجوبة هذا الولد. أيام المتوسطة كنت أتسكع بالفريج-هذا قبل أن تعطيني أمي الخطاب التاريخي-، وفي أحدى جولاتنا في المنطقة ذهبنا إلى قطعة أخرى، وهناك تعرفنا على أنس. سرعان ما تعرفنا عليه قال له أحد الذين كنت معهم: "أنس خلنسمع الصوت" فابتسم أنس، ودسّ يده اليمنى في سرواله وبدأ بتفقيص خصاويه. واذا به يخرج صوتاً لا أظن بأني سأسمعه مرّة أخرى بحياتي، صوت أقرب إلى صوت الضفادع. يكرر ويكرر ونحن نضحك ونتعجب.. طبعاً أشعل أنس فينا الحيرة والدهشة وحب التجربة..
وفي كل مرة نلتقي، أمام الكل لا يتردد أنس باخراج موهبته الفذّة.
عمو السيّد
عمّو السيد هذا دكتور مصري في جامعة الكويت، وكان صديقاً مقرباً للعائلة، ذهب معنا في رحلاتنا إلى البر والبحر وما بينهما. كلمة طيّب لا تجدي في وصفه، كان وجهه بشوشاً مليء بالتجاعيد، لكنها تلك التجاعيد الناتجة عن الابتسام الدائم.. لا أنسى ابتسامته الهادئة وهو يقول لي "معليش" عندما سقط علي كوم من الرمال الناعمة في إحدى زيارتنا للبر، وأذكر أيضاً بأننا في أحدى زيارتنا لمصر التقينا به وبزوجته الطيبة أيضاً وذهبنا الى مزرعة في الريف كلها عنب ونامووووس.
اوه تذكرت أيضاً سيارته المرسيدس الطاعنة في السن التي تعطلت في الطريق عندما كنا في الاسكندرية، وتجمع كل سكان الحي لمساعدتنا ! ولم تشتغل السيارة.
الله يذكرك بالخير يا عمّو السيد.. ممم كم عمره الآن؟
بنجامين
طباخ جدتي رحمه الله، توفاه الله قبل عامين أو أكثر.. كان أصلع الرأس طاعن في السن بقميصه الأبيض وبنطاله الرمادي، لم يتغيير شكله طوال الفترة التي قضاها ببيت جدتي-قضى أكثر من 15 سنة-.. كانت علاقته بجدي وجدتي رائعة، قليل الكلام، مبدع في الطهي.
الجدير بالذكر أني لم أتكلم مع بنجامين قط، على عكس "جيروم" مثلاً الذي كان يذكرني كل يوم.. نعم كل يوم! بحادثة حصلت لي وأنا صغير عندما سقطت من أعلى الدرج وأنقذ حياتي، وأنا بدوري في كل يوم أقول له بأني مدين له..
الله يرحمك يا بنجامين، في جنان الخلد ان شاء الله.
15 Comments:
الذين يأتون ويذهبون بهدوء هم الذين يتوسدون خلايا ذاكرتنا ويحتلوها بهدوء أيضاً ...أنهم يسكنوننا...
موضوع شيق مبتديء ..أمتعتني فشكراً لك
أما عن الجميلة مايا ذكرتني بقصيدة نزار قباني عن مايا والتي أذكر منها
وأنا أصدق كل ما قال النبيذ
..ونصف ما قالته مايا
مبتدئ ، لما قرأت اسم مايا أول شي طرا على بالي اسم ديـما. ديما كانت وحده معانا بالروضة ، أعتقد فلسطينية و كانت جميلة ببشرتها الحنطاوية... بس مسكينة مرة وحده شفناها تلعب بخشمها و ما صدقنا خبر سميناها ديما النقافة (مع الشد على القاف) وراها عسى ما التفتت ولا سوت شي الا لقتنا نصارخ و نقول ويييييع دييييما ويييييع!!!! سخفاء كنا
:p
وجوووووه
تحتفي بها الذاكرة ولا تسميها
تثري ارواحنا ببهاء خضرتها وتراودنا عن راهننا
مجرد وجوه
يذكرني موضوعك بتعليق كتبته عند "الرفيقة"
Flamingoliya
وأوردت فيه بيت الشعر التالي:
ههنا نزلنا ثم ارتحلنا
هكذا الدنيا نزول وارتحال
I hope my message is clear
When you met Anas everytime ..
did you guys shake hands?
جميل يا أخي.. بالذكريات مكان ما للراحة والسلوان، وخاصة إذا اقتربنا من منطقة "الناس".. جميل
ولادة
مايا اسم شاعري..
وجميلة قصيدة مايا وطريقة طباعتها
بوغازي
مسكيــنة
ديما النقافة
تلقاها ألحين متزوجها ملك
امرأة مؤجلة
وجوه
فعلاً :)
IdIp
الرسالة واضحة
هكذا فراق واجتماع
جنديف
We hugged.. shtabi?
;p
Vintage
I didnt exaclty understand your comment.. but im sure its good ;)
Omar
كل الهلا فيك على قولة اخواننا العراقيين
شرفت المدونة :)
Baaaaaaaaaaaih!!
Rajja3tny ayaaam gabil waayid! Ma3a inna thaakirty zift bes hem athkir some people chithy for some reason!
Anas, ashwa inny ma a3arfa or met someone like him! lol!
مبتديء
بما أنك سميّع جيد للأغاني
سأهديك أغنية عبدالكريم عبد القادر
رد الزيارة
:)
شكراً على الإهداء اللطيف ولادة
وأنا بدوري أهديك اغنية من كلمات فايق عبدالجليل باسم ((لو رديت)) ـ
http://song1.6rb.com/Bh/alshake/alshake_law-radiet.ram
اللله ذكرتني والله
انا كان عندي صديق ايام الروضه اسمه نايف انا كنت شيطانه و حركيه و اهوا كان هادي و متحملني :)
هذا نايف في شي غريب فيه اني كلش ما نسيته مع ان ماعندي ولا صوره معاه :)
اخر مره شفته قبل 7 سنين و المفاجاءة انه عرفني و سلم على ابنص الشارع
بس تدري احلى شي لما اتشوف ناس من ايام الروضه مل ما اشوفهم اذكرهم بالمريول
Mobi, 3ala awwal ismaain I can only reply on my side -
Jaaad
Fat7y
O last one -
Ghafoor
ehe nooni
maryool :p
Q
Jad, Fat7y .. sound familiar..
sub7an alah.. idenya sghera
Ghafoor Rings a bell..
Does Joseph (Josaaayph) ring a bell?
ama anaas qi9ta qi9a !
أيام المتوسطة كنت أتسكع بالفريج-هذا قبل أن تعطيني أمي الخطاب التاريخي-
ashwa ina 36tk il 56ab il tare5e ;p
t7yaa ly Om Mobi :D
Post a Comment
<< Home