لحظة جنون .. مع شنكوح
الصورة: ترفق لاحقاً
الصورة: ترفق لاحقاً
(2)
كان أول حب لشنكوح مع فتاة تدعى: صبحة جليل، "أم جليل"، وكانت أرملة في الثمانيين لا تزال تحتفظ ببشرتها الكرزية وبوزها القرمزي، صبحة لا تسمع ولا ترى ولكنها تشم جيداً، ففي إحدى المرات اشتمت طبخة بيت "أم ليث" قبل أن تطبخ، فطبخت هي الطبخة ذاتها التي كانت "كراعين محشية"، لأنها صبحة غيورة للغاية وتحب أن تكون الأولى في كل شيء.. فربما كانت هذه الخصلة في صبحة التي جعلت شنكوح يحبها من أول نظرة.ـ
التقيا للمرة الأولى في عرس بيت "الحطّام" في يوم خميس لم يأت خميساً قبله ولا بعده، وكانت صبحة جليل بدلالها العجائزي ورقتها الجنائزية تتصدر ضاربات الطار وكانت أفضلهم على الإطلاق، فوقع شنكوح يومها صريع البرقع المخملي وهي تصدح وتغني: (( أبوج ما عبرني .. يا علايا)) ويقول هو في قراراته (( خنت حيلي، خنت حيله يا شنكوح)).ـ
فرجع إلى بيته ذلك الخميس وهو يستمع بشجن مفرط لفيروز وهي تقول: ـ
لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب
ورحت أحضنها في الخافق التعب
وبعد ذاك اللقاء الأول عرف شنكوح الحب من أول نظرة وراح يسطر في حبها القصيد، وفي ليلة ظلماء موحشة على جبال الانديز كتب:-ـ
صبوحة، يا دنياي، يا نجواي، يا أملي الوحيد
ضربت الطار بيدٍ خلتها من حديد
أتراه القلب كاليد قاس شديد بليد ؟
حنّي على الفؤاد صبحة
واسمعي نوحي والتنهيد
وسجلها شنكوح بصوت أدونيس الذي وجده يندب ماضيه في أحدى مقاهي باريس، وبعث القصيدة لصبحة جليل بشريط الكاسييت ...ـ
فجمعت كل أحفادها السبعين واستمعوا إلى القصيدة، وكان حفيدها المفضل ((تسليم)) يجيد لغة الصم، فمثل لها القصيدة حتى فهمتها وقالت ارتجالاً وإعتجازاً:ـ
"أنا قضيت .. وانتهيت
ولي بقى
لوم العذول
إيقولون مخرفة .. شعرفهم
خلي بقى اللي يقول
يقول"ـ
وبهذه الكلمات لفظت صبحة جليل آخر أنفاسها وانتقلت إلى البارئ عزّ وجلّ، ويكاد شنكوح أن يجزم أن جميع ذنوبها غفرت بمجرد حبها له، والله أعلم..ـ
وهكذا كانت "قصة حب عاثر إلتقيا وتحابا، فصار هو أطلال روح وصارت هي أطلال جسد"ـ
ولحظتها دشن التاريخ عهد حب جديد بعد جميل وبثينة، وكثير وعزة، وقيس وليلى، بدأ الناس يتغنون بشنكوح وصبحة، هذان الإسمان اللذان جمعهما الحب وفرقهما المــــوت.ـ
سبع سنين عجاف عاشها شنكوح رهين معركة الذكرى والنسيان، وفي كل مرة كانت ذكرى صبحة جليل تنتصر لتجعل من أيامه شتاءً اسكندنافياً مقفر.. وكان في كل صباح يردد لنزار: "كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي .. وأنت في القلب مثل النقش في الحجر .. أنا أحبك !"ـ
فما أن إعتاد أن يذهب في الساعة الواحدة ظهراً كل يوم إلى مقبرة الصالحية حاملاً مسجل سيكو صغير ليقبل الثرى ويسمع أغنية لعبدالوهاب تقول:ـ
"أيها الراقدون تحت التراب
جئت أشكي هوى الأحباب
كان لي في الحياة من أرتجيه
وتولى والعمر فجر الشباب
كان أنسي .. وكان توأم نفسي
وإذا بي فيه لوعة وإغتراب"ـ
فيسمع وينتحب .. شنكوح حساس بإفراط ويحب كالأطفال .. وهكذا انتهى أول حب .. حب شنكوح وصبحة، ولكنه وبعد سبع سنين تذكر أنه شنكوح العايش على الأمل والطموح .. وفي لمحة بصر نسي صبحة وتذكر نفسه..ـ
وهنا نكتفي وسنكمل فيما بعد المشوار مع شنكوح
6 Comments:
I will send you a post card on my 80th birthday so that you could inform Shankoo7 that I'm available. LOL. If I can find someone who loves me like Shankoo7 loved San7a, I won't hesitate for once to give him all my life on a silver platter. Loved the story.
Rabab! Keep the comments coming, its keeps Shankoo7 going..
As to yur 80th Birthday, Shanko7 will be available, bas u stay alive, dont die like Sab7ah did (she broke his heart that poor thing) .. bas he will definately rebound in the next episodes.. I assure u
btw, I enjoy reading ur blog ..and your comments on the great Aba Al7akam's Blog
مبتديء رائعٌ أنت
:)
اسمح لي أن أهدي هذه الأبيات لشنكوح
دع حب أول من كلفت بحبه
ما الحب إلا للحبيب الآخر
ما قد تولى لا ارتجاع لطيبه
هل غائب اللذات مثل الحاضر ؟
أبيات رائعة ..
ولادة
شنكوح يعيش على تعليقاتكم ..
الشكر الجزيل
I'm hanging on my friend, waiting desperately for Shankoo7, and thanx for reading my posting, glad you liked it :)
Wallada
Elawali sar bel-thara, time for the next one which is me :)
يا حلاة هالشنكوح و الله مخلص
حبيته ;)
Post a Comment
<< Home