Monday, June 19, 2006

فايق

فايق عبدالجليل .. وداعاً

________


الرسالة الأخيرة (نشرتها جريدة القبس اليوم)ـ

الغالية أم فارس

تحية.. محبة.. تقدير.. لك وللأولاد.. وأرجو أن تكونوا صامدين في الغربة.. مثلما أنا صامد هنا في الوطن.

اليوم الجمعة.. الوقت الساعة الرابعة فجرا.. المكان غرفة نومي.. وتحت ضوء الأبجورة التي تلتحم برأسي باستمرار.

لقد وعدتك أن أغادر الكويت الخميس.. ذهبت وجلست أتصفح أفكاري التي تتكاثر ثم تصبح فكرة واحدة.. هي فكرة البقاء، كل أفكار الرحيل التي أتت إلي كانت مهزوزة وغير ثابتة وغير مستقرة، إلا فكرة البقاء، كانت هي الأكثر ثباتا.. والأكثر قوة.


فقد اكتشفت أن البقاء في الكويت يعطني المناعة.. والقوة والصلابة، وبقائي هنا لا يعني انني غير محتاج لكم.. أنا في أشد الحاجة لكم.. لكن الكويت في أمس الحاجة لي..


قوموا بواجبكم الوطني في الغربة على أكمل وجه.. وقدموا ما تستطيعون تقديمه مع اخوانكم الكويتيين.. حتى ساعة الفرج.ـ





أريد أن أعرف حكاية دربك الكربلائي من شقة صديقك قرب "دوار بشارع عمان" حتى قبرك الغير مرقم في كربلاء العراق، أريد أن أقرأ خرابيشك على حائط زنزانتك، واي طبق شهي كنت تشتاق إليه هناك، وكيف حافظ الأمل عليك، وإن كنت تكترث بالمرايا أم كان مجرد تحسس ذقنك كاف، أريد أن أعرف بأي قوة أجفلت أجفانك عندما جرجروك إلى ترابك الأخير...
لكنها حكاية كأجمل قصص الحب، كحزن الظلام، كتراب كربلاء .. لا تقال لكننا نحسها باعتصار.ـ

فايق عبدالجليل، الوطن جميل بك حياً .. أو حياً