Saturday, July 30, 2005

أين حقى
شعر : محمد صالح بحر العلوم

(1)
رحت أستفسر من عقلى وهل يدرك عقلى
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلى
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلى
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقى؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنسك جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقى؟!
(3)
أنا ضيعت كما ضيعت جهدا فى هباء
باحثا عن فكرة العدل بكد وعناء
وإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماء
وسماء الناس كالناس تنادى: أين حقى ؟!
(4)
أترانى أرتئى ما يرتئيه الناسكونا
وأجارى منطقا يعتبر الشك يقينا
وأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دين
افسيعود العلم يدعونى بحق: أين حقى ؟!
(5)
ان أنا أذعنت للخلق وحاولت التعامى
كان شأ،ى شأن من يطلب غيثا من جهام
فنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظامى
ونظامى لم يزل يصرخ مثلى: أين حقى؟!
(6)
ما لبعض الناس لايحسب للتفكير فضلا
ومتى ناقشته الرأى تعداك وولى
زاعما ابقاء ما كان على ما كان أولى
من جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟!
(7)
ليتنى أسطيع بعث الوعى فى بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوى تحت العمائم
من مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟!
(8)
يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينى
أمن الله قد استحصلت صكاً فى شؤونى
وكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟!
(9)
أنت فسرت كتاب الله تفسير فساد
واتخذت الدين احبولة لك واصطياد
فتبلبست بثوب لم يفصل بسداد
وإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقى؟!
(10)
بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائر
فاستعار القوم ما يستر سوءات السرائر
هو ثوب العنصريات وهذا غير ساتر
وصراخ الأكثريات تعالى: أين حقى؟!
(11)
كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل
يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل
وملايين الضحايا بين فلاح وعهامل
لم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟!
(12)
أمن القومية الحقة يشقى الكادحونا
ويعيش الانتهازيون فيها ناعمونا
والجماهير تعانى من أذى الجوع شجونا
والأصولية تستنكر شكوى: أين حقى؟!
(13)
حرروا الأمة ان كنتم دعاة صادقينا
من قيود الجهل تحريرا يصد الطامعينا
وأقيموا الوزن فى تأمين حق العاملينا
ودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟!
(14)
يا قصورا لم تكن الا بسعى الضعفاء
هذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساء
وبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماء
فسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقى ؟!
(15)
حاسبينى ان يكن ثمة ديوان حساب
كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب
وتناسوا أن شعبا فى شقاء وعذاب
يجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقى؟!
(16)
كم فتى فى الكوخ أجدى من أمير فى القصور
قوته اليومى لا يزداد عن قرص صغير
ثلثاه من تراب والبقايا من شعير
وبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقى؟!
(17)
وفتاة لم تجد غير غبار الريح سترا
تخدم الحى ولا تملك من دنياه شبرا
وتود الموت كى تملك بعد الموت قبرا
واذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقى؟!
(18)
ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارة
لتبيع العرض فى أرذل أسواق التجارة
وإذا بالدين يرميها ثمانين حجارة
وإذا القاضى هو الجانى ويقضى: أين حقى؟!
(19)
أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة
ومتى قدر حقا لضعيف وضعيفة
ولماذا عدها زانية غير شريفة
الان العرف لا يسمع منها: أين حقى؟!
(20)
كان من واجبه يمنحها عيش كفاف
قبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفاف
ولماذا أغلظ القاضى فيها وهو مناف
للنواميس ولا يسأل منها: أين حقى؟!
(21)
كم زنى القاضى وكم لاط بولدان وحور
واحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجور
أين كان الدين عن اجراء قاضيه الخطير
ولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقى؟!
(22)
القاضى الدين تميز على حال الجماعة
أعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعه
أقضاة الدين أدرى بأساليب الشفاعة
واذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقى؟!
(23)
برياء ونفاق يخدعون الله جهرا
أين مكر الله ممن ملئوا العالم مكرا
ان صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمرا
وسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقى؟!
(24)
ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاة
لفقوه من أحاديث شياطين الرواة
وادعوا أم من الله نظام الطبقات
ان يكن حقا فقل لى يا الهى: أين حقى؟!
(25)
ليس فى وسعى أن أسكت عن هذى المآسى
وأرى الأعراف والأعراف من دون أسى
بين مغلوط صحيح وصحيح فى التباس
وكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقى؟!
(26)
خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياع
وصواب حكم العرف عليه بالضياع
وسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداع
لقطيع يلحق الذئب وينعى: اين حقى؟!
(27)
ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاة
وجهوا الأمة توجيه فناء لا حياة
وتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركات
واذا الحراس للبيت لصوص: أين حقى؟!
(28)
دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيد
أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود
لم يواجه نعمة الأمة الا بالجحود
واذا النعمة تغلى فى حشاه: أين حقى؟!
(29)
من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائب
وهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجب
فعليه الغرم والغنم لسراق المناصب
أيسمى مجرما ان صاح فيهم: اين حقى؟!
(30)
من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنود
ليكونوا فى اندلاع الحرب أخشاب وقود
وسراة الشعب لاهون بأقداح وغيد
وجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقى؟!
(31)
عائشا عيشة رهط لم يفكر بسواه
همه أن ينهب المال لاشباع هواه
أين من يفتح تحقيقا يرى عما جناه
ويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقى؟!
(32)
أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقع
عن وجوه ما بها غير سحاب ومصانع
واصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافع
وترانى صادقا عنها بقولى: أين حقى؟!
(33)
أيها العمال أين العدل من هذى الشرايع
أنتم الساعون والنفع لأرباتب المصانع
وسعاة الناس أولى الناس فى نيل المنافع
فليطالب كل ذى حق بوعى: أين حقى؟!
(34)
كيف يقوى المال أن يوجد فى غير جهود
أين كان النقد لولا جهد صناع النقود
ومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديد
فلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقى؟!
(35)
أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعة
وهما قد سبها فى غابر العهد شروعه
واذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعة
وإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقى؟!
(36)
لم يؤثر بيقينى ما أقاسى من شجون
فشجونى هى من أسباب تثبيت يقينى
ولتكن دنياى ما بين اعتقال وسجون
وليكن آخر أنفاسى منها: أين حقى ؟!

Tuesday, July 26, 2005

أشخاص من الطفولة

من هوامش الذاكرة



دائماً ما نتذكر هؤلاء الذين أثروا في حياتنا بشكل كبير وتركوا بصماتهم، ولكننا دائماً ما نغفل عن أؤلائك الذين يسكنون هوامش الذاكرة .. وهم غالباً أشخاص من الطفولة، يأتون إلى حياتنا بهدوء ويذهبون بهدوء.

بينما كنت أقرأ صفحة المجتمع في جريدة القبس قبل أيام، رأيت صورة بنت متخرجة من الجامعة وكان اسمها مايا، مايا.. وأخذني الاسم الى هوامش الذاكرة حيث أيقظ الاسم في نفسي ذكرى بنت كنت أعرفها عندما كنت صغيراً..


مايا

مايا بنت لبنانية صغيرة، أكيد أنها كبرت الآن، لكنها ما تزال بذاكرتي بنت صغيرة، بيضاء شعرها طويل، جميلة جداً، حزينة الملامح، دائماً ما كانت تنظر إلى الأسفل، قد يخالها من يراها للوهلة الأولى بأنها لا تأبه لشيء.

كانت مايا وأخوها الكبير (أذكر بأنه كان يمصّ إبهامه رغم أنه كان في الابتدائية، فكان أهله يربطون إبهامه بالـ"تيب" ويضعون سائل مرّ حتى يقف عن تلك العادة ) يأتون إلى منزلنا مع أبويهما لزيارة أمي وأبي، وهذا كل ما أذكره..

لم أرها منذ الروضة، وأعتقد بأني اذ رأيتها اليوم لن أعرفها ولن تعرفني.. لكنها هل ستذكرني كما أذكرها؟

مايا .. مايا .. مايا! جميل الاسم

فسحبتني مايا، وصورة مايا المتخرجة في الجريدة إلى العودة بالزمن الى عهد الطفولة، وأشخاص من الطفولة:


ماجد

صديقي السوداني، كان my best friend أيام الروضة، أبوه سوداني مسلم أسمر وأمه عراقية مسيحية بيضاء، ومن هذا التناقض الجميل تشكّل ماجد. كنا نلعب مع بعض لساعات وأيام قبل فترة الغزو، لكنهم اضطروا للخروج من الكويت بعد الغزو العراقي. للأسف!

قبل الغزو كل شيء كان مختلف! كل شيء!

آخر مرّة رأيته كانت في القاهرة 1994، زارونا في شقتنا هو وأمه وأخوه وطلبنا "بيتزا هت" توصيل المنازل\الشقق، وكان راعي البيتزا يركب سيكل، والله ايام..

من يدري ربما ألتقي بماجد يوماً ما ..


حمدي

رجل صعيدي طويل أسمر،كان يعمل في مصنع أحد الأقارب، لا أعلم سر تعلقه بذاكرتي حتى الآن..

ربما لأنه كان طيباً وقوياً، أو ربما لأنه فتح مرّة "بطل البيبسي" بيده من غير "فكاكة".. كان الكل يتّكل على حمدي وكأنه جزء من العائلة.. كل ما يحدث شيء، نكلّم حمدي، حتى عندما لا يحدث شيء نكلّم حمدي..

لا أعلم أين حمدي الآن، ولا أعلم أين يكون قريبنا الآن.

حمدي.. أينما تكون وأينما يكون قريبنا، والمصنع وفقكم الله..


أنس

رأيته مرتان أو ثلاث بحياتي، لكنه كان أعجوبة هذا الولد. أيام المتوسطة كنت أتسكع بالفريج-هذا قبل أن تعطيني أمي الخطاب التاريخي-، وفي أحدى جولاتنا في المنطقة ذهبنا إلى قطعة أخرى، وهناك تعرفنا على أنس. سرعان ما تعرفنا عليه قال له أحد الذين كنت معهم: "أنس خلنسمع الصوت" فابتسم أنس، ودسّ يده اليمنى في سرواله وبدأ بتفقيص خصاويه. واذا به يخرج صوتاً لا أظن بأني سأسمعه مرّة أخرى بحياتي، صوت أقرب إلى صوت الضفادع. يكرر ويكرر ونحن نضحك ونتعجب.. طبعاً أشعل أنس فينا الحيرة والدهشة وحب التجربة..

وفي كل مرة نلتقي، أمام الكل لا يتردد أنس باخراج موهبته الفذّة.


عمو السيّد

عمّو السيد هذا دكتور مصري في جامعة الكويت، وكان صديقاً مقرباً للعائلة، ذهب معنا في رحلاتنا إلى البر والبحر وما بينهما. كلمة طيّب لا تجدي في وصفه، كان وجهه بشوشاً مليء بالتجاعيد، لكنها تلك التجاعيد الناتجة عن الابتسام الدائم.. لا أنسى ابتسامته الهادئة وهو يقول لي "معليش" عندما سقط علي كوم من الرمال الناعمة في إحدى زيارتنا للبر، وأذكر أيضاً بأننا في أحدى زيارتنا لمصر التقينا به وبزوجته الطيبة أيضاً وذهبنا الى مزرعة في الريف كلها عنب ونامووووس.

اوه تذكرت أيضاً سيارته المرسيدس الطاعنة في السن التي تعطلت في الطريق عندما كنا في الاسكندرية، وتجمع كل سكان الحي لمساعدتنا ! ولم تشتغل السيارة.

الله يذكرك بالخير يا عمّو السيد.. ممم كم عمره الآن؟


بنجامين

طباخ جدتي رحمه الله، توفاه الله قبل عامين أو أكثر.. كان أصلع الرأس طاعن في السن بقميصه الأبيض وبنطاله الرمادي، لم يتغيير شكله طوال الفترة التي قضاها ببيت جدتي-قضى أكثر من 15 سنة-.. كانت علاقته بجدي وجدتي رائعة، قليل الكلام، مبدع في الطهي.

الجدير بالذكر أني لم أتكلم مع بنجامين قط، على عكس "جيروم" مثلاً الذي كان يذكرني كل يوم.. نعم كل يوم! بحادثة حصلت لي وأنا صغير عندما سقطت من أعلى الدرج وأنقذ حياتي، وأنا بدوري في كل يوم أقول له بأني مدين له..

الله يرحمك يا بنجامين، في جنان الخلد ان شاء الله.

Saturday, July 09, 2005

وجدتها وجدتها !!!ـ

انشودة المطر

UPDATED!!

"أرسلُ إليكَ رفقة هذه الرسالة قصيدة لي بعنوان " أنشودة المطر"، وأتمنى أن تنال رضاك وأن تكون صالحة للنشر في (الآداب). إني لخجول جداً من أن قصيدتي هذه ستشغل في مجلة (الآداب) حيزاً قد يكون من الأولى ملؤه بما هو خير من قصيدتي وأجدى "(من رسائل السياب)ـ

هذه رسالة بعثها السيّاب إلى سهيل ادريس رئيس تحرير مجلة "الآداب" عام 1954

وجدت العدد الأصلي في مكتبة جامعتنا العريقة وإليكم انشودة المطر كما نشرت


مجلة الآداب

حزيران
1954
________
Click pics to zoom in










انشودة المطر


"أرسلُ إليكَ رفقة هذه الرسالة قصيدة لي بعنوان " أنشودة المطر"، وأتمنى أن تنال رضاك وأن تكون صالحة للنشر في (الآداب). إني لخجول جداً من أن قصيدتي هذه ستشغل في مجلة (الآداب) حيزاً قد يكون من الأولى ملؤه بما هو خير من قصيدتي وأجدى "(من رسائل السياب)


نص القصيدة

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ .. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر...

كأنّما تنبضُ في غوريهما النجوم

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه و ارتعاشةُ الخريف
و الموتُ و الميلادُ و الظلامُ و الضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء

ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر

كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..

وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر ...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتُ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر


تثاءبَ المساءُ و الغيومُ ما تزال

تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال :

كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له : " بعد غدٍ تعود" -
لابدّ أنْ تعود
و إنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،

تسفُّ من ترابها و تشربُ المطر
كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك
ويلعنُ المياهَ و القدر
و ينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر
مطر، مطر، المطر
مطر، مطر، المطر


أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر ؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر ؟
و كيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ كالأطفالِ كالموتى –

هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ

بالنجومِ و المحار،
كأنها تهمُّ بالبروق

فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار

أصيحُ بالخيلج : " يا خليج

يا واهبَ اللؤلؤ و المحارِ و الردى
فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج :
"يا خليج: يا واهب المحار و الردى "

أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
و يخزنُ البروقَ في السهولِ و الجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود

في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
و أسمعُ القرى تئنّ ، و المهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ و بالقلوع
عواصفَ الخليجِ و الرعود ، منشدين
مطر .. مطر .. مطر
وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ و الجراد
و تطحن الشوان و الحجر
رحىً تدورُ في الحقولِحولها بشر
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر
مطر
مطر
و منذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء

و يهطلُ المطر
وكلّ عامٍ - حين يُعشبُ الثرى- نجوع
ما مرَّ عامٌ و العراقُ ليسَ فيه جوع
مطر
مطر
مطر


في كلّ قطرةٍ من المطر
حمراءَ أو صفراءَ من أجنّة الزهر
و كلّ دمعةٍ من الجياعِ و العراة
وكلّ قطرةٍ تُراقُ من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدتْ على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتيّ واهبِ الحياة
مطر
مطر
مطر
سيعشبُ العراقُ بالمطر

أصيحُ بالخليج : " يا خليج:

يا واهبَ اللؤلؤ و المحار و الردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج :
"يا خليج: يا واهب المحار و الردى"

وينثرُ الخليجُ من هباته الكثار
على الرمال ، رغوه الأجاج ، و المحار
و ما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج و القرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق

من زهرة يربها الرفات بالندى


وأسمعُ الصدى
يرنّ في الخليج:
مطر
مطر
مطر


في كل قطرةٍ من المطر
حمراءَ أو صفراءَ من أجنةِ الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ و العراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتي ، واهبِ الحياة

ويهطلُ المطرُ


____________

للمزيد اقرأ:

ثلاثونَ موتاً، مطرٌ واحدٌ، ومحتمل


Tuesday, July 05, 2005

iDipping

Not Been Tagged


First of all:



Secondly, I have not been tagged, however, I dont care. There are no strict rules in the realm of tagging. Even if there were rules, I still dont care.

So, here are my favourite books, only the ones I have with me in the US ( I am writing this in English because I didnt know how to translate the word 'tagged')




My flight companion



@ @ @



Too sentimental, but a treasure.


@ @ @



My Arabic teacher told me in highschool that this book:
"Bewaslak isamma isab3a"
Ai walah



@ @ @




I just cant finish it ! Im stuck on this page for more than a year



@ @ @

The image “http://www.geocities.com/awaaaaay/Picture174.jpg” cannot be displayed, because it contains errors.





@ @ @




Favourite book in highschool.



tistahal walladah ;)

@ @ @




It really is an excellent brief introduction to the political history of Kuwait. Maybe the best!



@ @ @




Stolen from my Dad. Thats how much it has been read.





@ @ @


A messy book, easy, and fun, just the way I lik'em




@ @ @

Thirdly, most books are stolen books from my house, some are my father's, and some were just laying there. These are some of the books that I have with me here. Dr.Ghazi's books are back home. You know what, after actually counting the total number of books that I've read, I am very dissappointed. Anyhow, it's summer time, got to read.



Finally, in the spirit of non-tagging I do not tag the following:

Jandeef Khan
Bo Ghazi
Illa Nabeethi (sa3ba shwai ..amoot wa3aref shiyegrah)

Friday, July 01, 2005

Underground


If we had a secret underground blogger community in Kuwait, what should our system be like? Leaders? Methods of recruiting? Punishments? Ultimate goals!?

In general, what do you think of the idea?